سكريبت رفقا ببعض (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت رفقا ببعض (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت رفقا ببعض (كامل) بقلم حور حمدان

كنت متعصّبة وعلى آخري لما فتحت هدية جوزي… أو بمعنى أصح خطيبي، وإحنا لسه كاتبين كتابنا.

يعني إيه يجبلي إنسيال؟ واحد ليا وواحد ليه… وعليه حرفي وحرفه!

هي دي هدية تتهادى لحد أصلًا؟


واحدة من صحباتي قالت وهي بتضحك:

"هو ده اللي هيجيب هدية تحفة؟"

وقعدوا يضحكوا… وأنا كنت واقفة مش عارفة أرد، وقلبي واقع.


عدّى الوقت بالعافية، وما صدقت إنهم يمشوا عشان أكلمه.

رنيت عليه مرة… مردش.

فبعتّله على الماسنجر:


محمد.!


رد بعد شوية وقال:

"نعم يا حبيبتي؟ معلش مردتش عليكِ… كنت بصلي القيام. محتاجة حاجة؟"


بعتّله صورة الهدية فورًا، وكتبتله بكل عصبية وتهوّر:

"بقى ده اللي جايبهولي في ميلادي؟! وعمال تقولي هعملك مفاجأة وهعملك هدية… وفي الآخر تجيب ده!"


اتأخر شوية في الرد… كان باين إنه بيكتب ويمسح أكتر من مرة، لحد ما أخيرًا وصلت الرسالة:


"حقك عليا والله… إنتِ عارفة إن والدتي تعبت.

بس وعد، هعوضك بهدية تانية تليق بيكي.

وحقك عليا تاني إني مقدرتش أجبلك حاجة تفرحك."


بس الظاهر إني كنت على آخري من كل حاجة…

فكتبتله:


"حقي عليك إيه؟!

بعدين انت أصلاً شغال مهندس يعني اللهم بارك… تقدر تتصرف!

طب بلاش الهدية… الهدية اللي جت بعد كتب كتابنا بأسبوعين!

إيه؟ مش ناوي تعمل كروت وتحجز القاعة اللي اخترتها؟"


عمري ما كنت متوقعة الرد اللي جه بعدها…

"يا بنتِ… حرام عليكي! ارحميني.

راعي إنّي بجهز نفسي بنفسي… ومحدش بيساعدني.

وأصلًا بحاول أعملك كل حاجة ترضيك… وإنتِ مفيش حاجة عاجباكي.

أنا آسف… بس شايف إننا لازم نعيد نظر في موضوعنا… عشان أنا خلاص تعبت."


اتوجعت… اتوجعت أوي بجد.

اتوجعت إني وجعته… وتعبته… وضغطت عليه بالشكل ده.


في الأساس، أنا ومحمد متربين سوا… إحنا ولاد خالة.

محمد أبوه توفاه الله وهو صغير، ومن يومها وهو شايل البيت ومتكفّل بمصاريف والدته وأخواته البنات.

وبرغم ده… ما سبش التعليم أبدًا، بالعكس كمل لحد ما بقى مهندس ما شاء الله.


واللي يفرّح أكتر… إنه جَوّز أخواته البنات وخطبني بعدها.

أهلي وافقوا عليه على طول… لأنه حرفيًا فيه كل اللي أي بنت تتمناه، وكفاية إنه يعرف ربنا.


بس بعد خطوبتنا بفترة… أهلي عملوا حادثة وتوفاهم الله، وبقيت لوحدي، لأني أصلًا وحيدة أمي وأبويا.

اتقهرت وقتها… بس ملقتش جنبي غير خالتي اللي هي حماتي، ومحمد اللي هو خطيبي.

عمرهم ما سابوني.

عدّى سنتين على الوضع ده لحد ما كتبنا الكتاب من أسبوعين بس.


والنهارده عيد ميلادي…

وبعتله كلام وجّعه جامد، جامد جدًا…

وما كنتش متوقعة إنه هيزعل بالشكل ده.

بس أنا غلطانة…

غلطانة إني سمعت كلام صحابي.

قعدت أفكر… دقيقة ورا دقيقة…

وأنا شايفة صورتي في المراية وعيوني محمرة.

قلت لنفسي:

إزاي يا بنتي؟ إزاي تجرحي واحد زيه؟ بدل ما تتسندي عليه… رميتي عليه كلامك؟


قمت ولبست طرحيتي، ونزلت على بيت خالتي.

بابهم كان دايمًا مفتوح ليا… زي ما كانوا دايمًا فاتحين قلبهم.

خبطت بخجل…

فتحتلي خالتي، وشها كان باين عليه القلق. قربت مني:

"مالك يا بنتي؟ ليه وشك كده؟"


وقبل ما أرد… دموعي سبقتني.

حضنتني خالتي وقالتلي:

"محمد رجع من الشغل قلبه مقبوض… وقالي إنه زعلك وزعلتيه."


مسحت دموعي وبصوت مكسور:

"أنا اللي غلطانة يا خالتي… أصحابي ضحكوا، وأنا سمعت كلامهم… ونسيت هو مين. نسيت هو قد إيه تعبان وقد إيه بيحارب عشان يفرّحني."


وهنا جات النصيحة اللي لازم كل بنت تحفظها جوا قلبها:

مش كل كلمة من صاحب تُسمَّع… ومش كل ضحكة تبقى حقيقة. أصحابك مش عايشين حياتك، ولا عارفين راجلِك، ولا شايفين تعبُه.

القلب لما يحب… بيسأل صاحبه مش صحابه.


خالتي مسكت إيدي وقالت:

"تعالي معايا…"

دخلتني على أوضته.

كان قاعد على السرير، راسه لتحت… باين عليه إنه مطحون من التفكير.


أول ما شافني… اتفاجئ.

وقف فورًا:

"إنتي… جاية هنا؟"


ما استحملتش… قربت منه خطوة خطوة، ووشي غرقان دموع.

"محمد… حقك عليّ.

حقك عليّ على كلمة، على عصبية، على إنّي سمعت حد غيرك…

انت آخر حد أوجعه."


محمد بصّلي النظرة اللي طول عمري بخاف منها… ومحبّها.

نظرة الزعل اللي بيحاول يخبيها.

قرب ومسح دموعي بأصابعه وقال:

"يا حبيبتي… أنا مش زعلان منك… أنا موجوع إنك مش حاسة بتعبي.

أنا فعلًا كنت بجري بين شغل وبيت ومرض أمي… وكنت نفسي أفرّحك بأي حاجة حتى لو بسيطة."


هزّيت راسي وبصوت متقطع:

"وأنا هفرح بإيه من غيرك؟ الهدية قيمتها في اللي جايبها… مش في شكلها."


ابتسم ابتسامة صغيرة… اللي بترجعلي روحي كل مرة.

وقال:

"طب لو سمحتِ… ما تسمعيش كلام أصحابك تاني. إحنا الاتنين اللي بنبني البيت، مش هم."


قربت منه أكتر…

وحسيت بدفا حضنه وهو يضمّني وقال بهدوء:

"وأنا… عمري ما هسيبك. بس إوعي تزعليني بالطريقة دي تاني."


لك وحشتونيييي اوي اوي اوييي بجددد وحشني كلامكم العسل الي زيكم دا 

حرفيا ممتنة لكل شخص بيسبلي كومنت حلو من كل قلبي شكرا 


#تمتت

#حكاوي_كاتبة

#رفقًا_ببعض

#حور_حمدان

تمت

تعليقات